معزوفة حب على وتر الموت

مراجعة رواية “معزوفة حب على وتر الموت” للكاتبة “رهام عبد الجواد نجار”

خلال جولاتي في المكتبات المحلية أتريّث كثيراً أمام الرفوف التي ترتصّ فوقها الإصدارات الخاصة بالمؤلفين الشباب، وأحرص في كلّ مرّة على تخيّر بعض هذه الكتب للتعرّف على المواضيع التي يحبّ إثارتها هؤلاء الكتّاب، واللغة والأسلوب التي يعبّرون بها عن مواضيعهم، ثمّ دعمهم ما أمكنني ذلك..

“معزوفة حب على وتر الموت” واحدةٌ من تلك الأعمال، وقد قرأتها في جلسة واحدة وكتبت حولها النقاط التالية:تحكي القصة سلسلة مواقف مختلفة أعقبت اغتيال امرأةٍ ورُميت جثتها في الشارع، وبعد تحقيقات مطوّلة قُيّدت الجريمة ضد مجهول وأُقفل الملف على ذلك.

تشّك ابنتها (سالين) ب(جلال) وهو أحد عمّال الورشة التي تعمل بها أمّها، ويزيدها شكوكاً الغموض الذي يلفّ علاقة هذا الرجل بصاحب الورشة التي يعمل بها ومعرفتها بأنّه يدبّر حادثةٍ مفتعلة تجعلها تلحق بأمّها، فتتظافر جهود أصدقائها (سام، جولي، زيد، وغيرهم) لحلّ خيوط هذه الجريمة، ثمّ تنتهي القصة نهايةً حسنة حيث يقف المجرمان وقفةً مُذلة تحت ميزان العدالة.

فنّياً يمكن اعتبار القصة متماسكة وذات حبكة قويّة لكنّها تفتقر لمقومات الرواية المتكاملة وعليه فإنّها تميل لكونها قصة لا رواية، وقد أحسنت دار النشر بإغفال التصنيف الأدبي لها على الغلاف الخارجي.

لغة الكاتبة جيّدة لكنها تقدّم بعض الصور الشاعرية خلال حوار الشخصيّات، كنتُ أفضّل أن تترك مثل هذه التعابير لأحاديث النفس أو كلام الراوي وتُبقي النّص الحواري رشيقاً خالياً من البديع البياني، وقريباً لجو الرواية المائل نحو الغموض والجريمة.

صدرت القصة عن دار استانبولي في 158 صفحة من القطع المتوسط و القصة بالمجمل جيّدة جداً وتنمّ مؤلفتها عن كاتبةٍ واعدة سيكون لها في الشأن الأدبي دورٌ واضحٌ، ومكانٌ راسخ.

  • معزوفة حب على وتر الموت
  • رهام عبد الجواد نجار
  • دار استانبولي