حول كتاب معجزات الذكر ، أوجه الإعجاز في ذكر الله. للكاتب أحمد حسني
لايخفى على مسلمٍ أنّ أسّ المناسك كلها ومدار العبادات يندرج تحت هدفٍ سامٍ هو توحيد الله تعالى وذكره “لايزال لسانك رطباً من ذكر الله” الحديث. وقد جعل الله تعالى لذكره فوائد جمّة لايحصيها العادّون فضلاً منه وكرامة.
في هذا الكتاب يضع الداعية “أحمد حسني” قصصاً واقعية حصلت مع أناسٍ تواصلوا معه على صفحته “الفيسبوكية” وحكوا له ما فرّج الله عليهم من همومٍ وكُرَبٍ كانت قد حلّت بهم وأقضّت مضاجعهم، ومنهم من حكى له كيف أنّ الله صبّ عليه الخيرات والأرزاق بعد فقرٍ مدقعٍ وعَوَزٍ مُملق، أو شفاءٍ بعد اعتلال وعزٍّ بعد نكال.
الواقع أنّني اقتنيتُ الكتاب لأجل عنوانه الفرعي (أوجه الإعجاز في ذكر الله) ذلك أنّ لكل ذكرٍ هدفٌ وبغية، ثمّ نتيجةٌ وعد الله بها عباده وقد تناولت كثيرٌ من الكتب وجوه الذكر هذه، منها لطائف المعارف، ومدارج السالكين، وكتاب أبواب الفرج لعلوي المالكي وغيرهم كثير. وقد ظننتُ أنّ المؤلف سيتوسع من خلال دراساته في هذا المنحى وقد فتح الله عليه فهماً في كتابه ينقله إلينا لكنّني اكتشفتُ أنّ المؤلف اكتفى بذكر قصص ما حصل للذاكرين، أو ما تبدل في حياتهم كنتيجةٍ ومكافأةٍ لهم على ذكرهم دون أن يقدّم دراسةً وتحليلاً لآيات الذكر كما كنتُ أحسب.
لايسعني القول أنّني ندمتُ على الكتاب ذلك أنّني سُعدتُ واستفدت بقراءته، أمّا مناط الاستفادة والسعادة فمردّها أنه يذكرنا بأهمية الذكر والمواظبة عليه بحضور القلب وخشوع الجوارح، ويبعث فينا الأمل بفرجٍ من بليّات الحياة وخطوبها.
معجزات الذكر، أوجه الإعجاز في ذكر الله
أحمد حسني
دار عصير الكتب
الطبعة الأولى 2011، 255 صفحة.