مراجعة كتاب “كاردل” للكاتب “محمد رضوان”
يقول الكاتب محمد رضوان في بدايةِ أحد نصوص كتابه المُعنوَن “كاردل” : أمشي وأتقيّأ ، وإنّي إذ أستعيرُ منه هذا التعبير فأقول: ” أقرأ وأتقيّأ “، إذ لايمكن لهذه النصوص الشيطانيّة أن تعبرَ بسلامٍ ودون أن يُلام صاحبها على هذه البداية الخرقاء لمشواره الأدبي والتي اسْتهلّها بالكثير من التعابير المشوّشة والتّطاول على المقدسات، وإنّه اذ تيقّنَ خطورة ما اقترفتْ يداهُ اعترفَ أنّه سيأتي عليهِ يومٌ يتبرّأ فيه من هذا الكتاب ومن محتواه العجيب براءة الذئب من دم يوسف، وقد قرأتُ هذه النصوص ووضعت حولها النقاط الآتية:
ربّما عانى الكاتب من حبٍّ من طرفٍ واحدٍ، أو تورّط في حبٍّ غير متكافئ.. بكل الأحوال يبدو أنّ هذا الحب انتهى نهايةً كارثيّة أتت على عقل الرجل وإدراكه وتوازنه النفسي والعاطفي؛ ماجعله يكتبُ الجملةَ وينفيها وينقض مافيها، أو يُبدي رأياً ثم ينكسُه ويتبنّى عكسَه، ويستمرّ بنا على هذا المنوال طيلة نصوص الكتاب، هذا التخبّط الغريب يشبه من يتخذُ قراراً بأن ينظّفَ جسمَه من السّموم فيبدأ نهاره بأكل تفاحتين ثمّ ما يلبث أن تنهار عزيمته فيُنهي يومه بتدخين “تفاحتين”، وهكذا عمره كله.
يحتوي الكتاب على كثيرٍ من الأفكار المبعثرة والجمل العشوائيّة وغير المرتبطة بالمرّة، وقد اعترفَ الكاتب بهذه الفوضى وطلب من الله ان يرزقه الترتيب في نفسه وأفكاره (ص91).
لاشكّ أنّ بعض الكتّاب يحبّون هذه البدايات الصارخة التي تجعل كتبهم مثار جدل القرّاء، لكنّها بدايةٌ غير مأمونة العواقب، إذ أنّها وإن حققت نسب مبيعاتٍ عالية إلا أنّها بعد حينٍ سيعزف القرّاء عن الكاتب ويهجرون كتبه بحسب طبيعة مجتمعنا المحافظ الذي لا يهضمُ بسهولةٍ مثل هذه الأفكار والعبارات المحشوّة بالإضطراب والسوداوية.
صدر الكتاب عن دار فضاءات/ عمّان ، في 155 صفحة من القطع المتوسط، وأفضلُ شيءٍ فعله الكاتب أنّه فرّغ هذه الأفكار على الورق لأنه لو تركها داخله لقتلته.
- كاردل
- محمد رضوان
- دار فضاءات