مراجعة كتاب ثلاث دقائق من التأمل للباحث كريستوفر أندريه
التأمّل هو عملية عميقة وروحية تعمل على تهدئة العقل وتحقيق التوازن الداخلي، إنها رحلة استكشافية للروح والذهن والجسد، وفي هذه الرحلة، تكمن العديد من الفوائد المدهشة التي يمكن للتأمّل أن يقدمها لنا.
أولًا، وقبل كل شيء، يساعد التأمّل على تحسين صحتنا العقلية، ويعمل على تهدئة الضوضاء الداخلية وتخفيف التوتر والقلق بفضل التركيز العميق والتأمل الواعي، ويمكننا تحسين التركيز والانتباه وتعزيز الذاكرة. يمكن القول إن التأمّل تمرينٌ للعقل حيث يحسّن من وظائفه ويساعدنا على التحكم في الأفكار السلبية والتفكير البنّاء.
ثانيًا، يساهم التأمّل في تحسين صحتنا الجسدية بفضل الاسترخاء العميق الذي يُحدثه في أجسامنا، يمكن للجسم أن يتخلص من التوتر والتوتر العضلي. ويمكن أن يساهم في تقليل ضغط الدم وتحسين الجهاز المناعي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد التأمّل في تحسين النوم وتخفيف الألم المزمن.
ثالثًا، يمنحنا التأمل السلام الداخلي والسعادة. عندما ندخل في حالة تأمل عميقة، نتواصل مع ذواتنا الحقيقية ونكتشف السلام الداخلي الذي يكمن في داخلنا. يعلمنا التأمل كيف نقبل الحاضر ونفهم قوة التواجد الحقيقي. كما يمكن أن يساعدنا في التخلص من الشعور بالعزلة والقلق والغموض في الحياة. بفضل التأمل، يمكننا أن نعيش حياة أكثر سعادة واستقرارًا.
يقدّم الباحث “المتأمّل” كريستوفر أندريه في كتابه هذا تماريناً تعلمنا التأمّل وتمرّننا عليه بلغت أربعين تمريناً بحيث لاتزيد مدّة التمرين الواحد عن ثلاث دقائق، وبعد شرح التمرين يقدّم الكاتب نصائح للمتمرّن تعينه على الاستفادة الكاملة من تأمّله.
في النهاية، يعتبر التأمّل رحلة إلى الداخل، حيث نكتشف أعماقنا ونستكشف قدراتنا الكامنة. إنها وسيلة للتواصل مع الروح والجسد والعالم من حولنا. فبفضل التأمّل، يمكننا تحقيق التوازن والسلام الداخلي والتطور الشخصي. وبالمجمل هو كتابٌ بسيط، فإذا أخذه القارئ على محمل الجدّ وأتقن تمارينه سيكون عمّا قريب أكثر مقدرةً على تغيير أسلوب حياته، وأكثر إيجابية وسيرى العالم من حوله جميلاً.
▪ثلاث دقائق من التأمّل
▪كريستوفر أندريه
▪الهيئة العامة السورية للكتاب
▪الطبعة الأولى 2018. عدد الصفحات: 151.