مراجعة كتاب “أخطاء المصلين” للشيخ “محمد صدّيق المنشاوي”
يتفاوت الناس في ثواب الصلاة وأجرها؛ وذلك بتفاوتهم في إقامتها. فالرّجل يدخل في الصلاة وليس له إلا نصفها أو ربعها أو عشرها؛ لذا اعتنى الشرع بتصويب صلاة النّاس وتصحيحها، والبعد بها عمّا يُبطلها أو يُنقص ثوابها.
فنجد النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعلم المُسيء في صلاته كيف يُصلى وينهى عن الإلتفات في الصلاة -سواءً بالوجه أو بالقلب- وينهى عن النوم قبل العشاء والحديث بعدها أو السّهر لغير ضرورة حتى لا يُضيّع صلاة الفجر.
وهكذا يهيّئ الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم الظروف كلها ليكون المسلم حاضراً في صلاته، يقيمها بخشوعٍ وتحيله على درجةٍ عاليةٍ من حضور القلب والنفس والمحافظة عليها.لذا جاء هذا الكتاب (أخطاء المصلّين) للشيخ القارئ الكبير (محمد صدّيق المنشاوي) يُلبّي حاجةً عند جماهير المُسلمين الذين شغلتهم الحياة عن أهمّ شيءٍ في حياة المسلم وهي تعلم أحكام الصلاة.
عرض الكاتب كتابه عرضاً شائقاً سلساً، ولم يضنّ بإبداء رأيه والمواطن التي اختلف فيها العلماء طالما أنه لا يُعتبر هذا الرأي خطأً مادام قد اعتمد على دليلٍ مقبول.
تتنوّع فصول الكتاب وتتعدّد: ابتداءً من أخطائهم عند قضاء الحاجة والوضوء والتيمّم، ثمّ أخطاء المؤذنين وسامعي الأذان، وأخطاء الإقامة، ثم أخطاء المُصلين القوليّة والفعليّة، ثمّ أخطاء المصلين في صلاة الجمعة والعيد، وأخطاء الخطباء، ثمّ أخطائهم في صلاة الإستخارة والجنازة وصلاة المسافر وأخطائهم في المساجد.
أفرد الكاتب المسائل الخلافية في آخر كل مبحث، مع الإشارة إلى ترجيح أحد الأقول على الآخر.
صدر الكتاب عن دار الفضيلة للنشر والتوزيع والتصدير / القاهرة، دون إشارة لتاريخ النشر، ويقع الكتاب في 192 صفحة من القطع الكبير، وهو مدخلٌ واسعٌ من مداخل العلم، وهو مرام الأوائل وعظيم الفضائل ينبغي الاهتمام به والوقوف عنده والتعلّم منه.
- أخطاء المصلين
- محمد صدّيق المنشاوي
- دار الفضيلة