البنت التي لا تحبّ اسمها

مراجعة رواية البنت التي لا تحبّ اسمها للكاتبة التركية أليف شافاك.

يكره أحدنا -في مرحلةٍ عمريّةٍ معيّنةٍ- اسمه، ويحصل ذلك غالباً عند اختلاطه مع القرناء في المدرسة، وتعرّفه على مزيجٍ واسعٍ من الأسماء والكُنى، فإذا ما أعجبه اسمٌ تمنّى لو كان هذا الإسم اسمه عِوَضاً عمّا اختاره له أبواه من اسم ٍ يلازمه طيلة حياته.

شخصيّاً أحبُّ اسمي “حسين” وأجد فيه ما لا أجد في سواه من بديع الرّنة إذا ما ناداني به أحدٌ، أو جرسٍ رهيفٍ يداعبُ الأذن ولا يقتحمها، يبدأ بحرفين مهموسين يُنطقان بلا تكلّف ٍ ويمهّدان لياءٍ ليّنةٍ تزيد الهمسُ همساً والصوتُ صفاءً ثمّ نونٌ ساكنةٌ بصداها نغمٌ رقيقٌ كأنّها قافيةُ مُوشّحٍ يُغنّى.

ساردونيا فتاةٌ لا تحبّ اسمها (ولا ألومها على ذلك)، وقد سبّب لها هذا الإسم الغريب مشاكل شتّى ليس أقلّها سخرية أصدقائها في المدرسة، فقرّرت أن تستبدل بهم أصدقاءاً جُدُداً خرجوا لها من الكتب والروايات، فانتقلت معهم على ظهر حصانٍ أسطوريٍّ بجناحين إلى القارة الثامنة التي استفحل فيها اليُبْسُ والجفاف لقلة ما يهتمّ الناس والأطفال بالكتب والقصص، فتتحمّل الصغيرة مسؤولية بث النّضارة والجمال في قارة الحكايات وما في ذلك من مغامراتٍ متنوعة تجذب القرّاء الصغار وتسعدهم.

الرواية موجّهة للفتيان واليافعين، ولم تُشِر دار النشر إلى ذلك على الغلاف وهذا خطأٌ فادحٌ في قوانين الوراقة والنشر.

لفتةٌ جميلةٌ من الكاتبة الكبيرة أليف شافاك صاحبة الروايات الشهيرة كقواعد العشق الأربعون ولقيطة اسطنبول وثنائية شرف، أقول: لفتةٌ جميلةٌ منها أن تخصّص جُزءاً من انتاجها الأدبي لليافعين، في وقتٍ يأنف كتّابنا العرب الكبار عن ذلك، ويستنكفون عن الكتابة للصغار ظنّاً أعوجاً منهم أنّ ذلك استصغاراً لحجمهم الأدبي الكبير.

صدرت الرواية عن دار الآداب في 160صفحة من القطع المتوسط، وقد استخدمت الدار تنسيقاً كبيراً للكلمات مع الشكل الكامل للحروف ليُتاح للقارئ اليافع ضبط مخارج حروفه وتصحيح عُجمَةَ لسانه.

  • البنت التي لا تحبّ اسمها
  • أليف شافاك
  • دار الآداب