44

مراجعة كتاب 44 للكاتبة “علا ديوب”44 ، علا ديوب

يصادفني هذان الكتابان على رفوف المكتبات في كلّ جولة أسبوعية أقوم بها، فإذا عدّت إلى البيت أصادفهم أو يُصادفاني على صفحات ومجموعات الفايسبوك مع كلّ تصفّح وتقليب، حتى استوت عندي الحجّة لأشتريهما وأنظر في محتواهما فلا بدّ أن يكون لهما شأن، أو أنّ دار النشر والمترجمة يبديان مهارةً في تسويق الكتاب ونشره بين جماهير القرّاء.

وبعد تقليبٍ سريع عرفت مستواهما فانتفت عندي حجّة القراءة واكتفيت بالاطلاع عليهما اطلاعاً وافياً يشفي غليل القارئ، ولأنّي نويت أن أكتب عنهما فقد رجعت إليهما وتوقفت عندهما مليّاً وقرأتهما بتمهّلٍ يسمح لي أن أكتب عنهما بضمير صاحٍ دون أن أظلمهما حقهما وحق الكاتبة/ المترجمة علا ديوب.. وقد دوّنت بعد ذلك ملاحظاتي التالية:فكرة الكتابين بسيطةٌ جداً، فالكاتبة عُلا ديوب تخيّرت قصصاً ومواقف تتحدّث عن حبّ الحياة وانتفاء المستحيل قالها كتّابٌ وفنانين أجانب أو عايشوها بمحض أنفسهم ثمّ نقلتها إلى العربية وطبعتها في كتاب.

تصرّ الكاتبة على العدد 44 ولم تذكر في تشويقة الكتاب سرّ هذا الرقم عندها فلعله عمرها عند نشرها الكتاب، وبكل الأحوال هي نسبةٌ جيدة، فأكثر من هذا العدد من القصص سيملّ القارئ، وأقلّ منه لن يجدي نفعاً ولا يثمر فائدة.

أعجبُ من أمثال هؤلاء الكتّاب والمترجمين كيف يجدون في سِيَرِ الأجانب ما يُلهمهم ويحفّز مشاعرهم وطاقاتهم، ولا يجدون في سيرة المشاهير العرب كتّاباً وفنانين ما يستحق الذكر والنشر، فالمترجمة تذكر لنا مواقفَ وقصصاً ذكرتها (ليدي باغ، ستاف، جيف آر ثورب، كيفن نجو … الخ) وكلهم لا نعرف عن قرعة أبيهم شيئاً وتستملح لنا من مواقفهم وتجد فيها ما ينفع، ولم تبحث في سيرة وأقوال جهابذة العرب وعقلائهم إلا النذر القليل في ما لا يتجوز أصابع الكف الواحدة!! ، لا نكران أنّ (الحكمة ضآلة المؤمن أنّا وجدها فهو أحقّ بها) ولكن أحسب أنّه من المنصف أنّ على أمثالها أن يتقصّى الإنصاف في العمل، وقد سبق لديمي لوفاتو أن كتبت مثل هذا الكتاب وأسمته (ابق قويّاً) وحرصت أن تجعل كلّ الاقتباسات نابعة من بني جلدتها على عكس ما فعلت ابنة جلدتنا المترجمة ديوب، ولكن يبدو أنّها أرادت إبراز موهبتها وقدرتها على الترجمة فلو لم تفعل ذلك لاقتصر دورها على جمع المادة ونشرها وهو عملٌ يخلو من الإبداع والمهارة، وهذا ما يبرّر عندنا ما فعلت.

الكتاب الأول بعنوان ( أنت تستطيع) وفيه تروي لقرّاءها قصصاً ترفع المعنويات وتشحذ الهمم وسيُفاجئ القارئ أنّ بعض القصص دخلت حشواً هزيلاً وبعيدةً عن عنوان الكتاب العريض.

الكتاب الثاني بعنوان (حبّ الحياة) ويتضح من عنوانه أنّه للتآلف مع التعاسات والانتكاسات المتكررة في حياة البشر، وقد شعرتُ أنّ كل القصص والمواقف بعيدةٌ عني ولم تلمس شيئاً في عقلي ووجداني.

صدر الكتابان ( وقد قيل أن ثمة كتابٌ ثالث) عن دار كلمات/ الكويت ، وهما كتابان بسيطان لا يسوء أحدكم أن يقرأ منهما صفحةً صبيحة كلّ يومٍ لعله يجد فيهما ما يقدح عزيمته للحياة والتفاؤل الشيء الذي أعيشه دون أن أضطر لقراءة مثل هاتيك الكتب.

أخشى أن يُفهم من هذه المراجعة أنّ الكتابين لا قيمة لهما -أنا لم أقل ذلك- لكنّهما لم يروقا لي أنا وحدي على الأقل وهو رأيٌ شخصيٌ بحت، وأحترم الآراء المخالفة وأتوقع كثيراً أن يجد غيري فيهما ما لم أجده من متعة القراءة وفائدة المحتوى.

  • 44
  • علا ديوب
  • دار كلمات