مراجعة كتاب “مع النبي” للكاتب أدهم شرقاوي
مع كل كتاب أقرؤه لهذا الرجل أدهم شرقاوي يثبت لي مراراً أنّه لايكتب للشهرة وحب الظهور، إنما يريد أن يقدّم قيمةً أدبيةً نافعة، دروساً وعِبَراً من كاتبٍ يُحسن الكلام لمتلقٍّ يُحسن الفهم.
عندما فتحتُ هذا الكتاب شعرتُ أنّي قدِمتُ إلى موردٍ من إشراقٍ ونور، فهو يستفتح كل فقرةٍ من كتابه بقصّةٍ رواها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لأصحابه، ولك الآن أن تتخيل صديقي القارئ ما يصافح قلبك خلال القراءة من كلامٍ نديٍّ بُنِيَ على تحالفٍ دقيق بين قوة اللفظ ورقة المعنى. وقد قرأته ونصحت به وسجلت حوله النقاط السريعة التالية:يسجّل الكاتب عقب كل قصةٍ يوردها من قصص الحبيب المصطفى لأصحابه دروساً فيها معانٍ نافعة تعلّمها الكاتب واستفاد منها، وأؤكد أنّ من هذه الدروس ما غاب عن ذهني وأذهان الكثيرين غيري من لمحات الفكر والعبر، ولم يُشر الكاتب هنا إلى مراجعَ باسمها، فأغلب الظنّ -أو يقينه- أنّها دروساً فتح الله بها على قلبه عند تأمل الحكاية والبحث في مضامينها.
أورد الكاتب إحدى وثلاثين قصّةً نبويةً، ومن حسن صنيع الكاتب أنّه تخيّر هذه القصص من صحاح كتب الحديث الشريف، وهذه القصص تغطي سائر مناحي حياة المسلم من حيث علاقته مع نفسه، ومحيطه، وربّه جلّ وعلا، وأورد بعدها ما ينوف في مجموعه عن مئتي درسٍ مُستفاد، أنفعَ بها وأجاد.
للكاتب لغةٌ سهلةٌ مطواعة، فالدروس التي فنّدها عقب القصص النبوية خرج بها عن قالب الوعظ، ولم يستخدم لها لغةً خطابيّةً كأنّه على رأس المنبر، بل اعتمد لغةً بسيطةً لا تخلو من رصانةٍ ووضوح، فجاء الدرس كأنّه حديث النّفس وخاطرة الروح.
سبق لي أن كتبتُ مراجعةً عن كتابه (نبأ يقين)، وقلتُ وقتها أنّه خيرُ كتابٍ يبدأ به من أراد إقامة صداقةٍ مع الكتاب، وهو مشابه في أسلوبه لهذا الكتاب، أضع لكم رابط المراجعة في التعليق الأول.
صدر الكتاب عن دار كلمات / الكويت عام 2017، ويقع في 288 صفحة من القطع المتوسط، وهو رحلةٌ شيّقة بين واحات الحكمة على مطيّةٍ من رصانة المبنى وحصافة المعنى.
- مع النبي
- أدهم شرقاوي
- دار كلمات