رواية الملاك الحارس للكاتبة الأمريكية دانيال ستيل
سألني أحد أصدقائي عن مواصفات الرواية التافهة، ولأنّني لم أشأ أن يتعبه الخوض في هذه المعايير اقترحتُ عليه أن يقرأ رواية الملاك الحارس لدانيال ستيل ففيها من السّطحيّة والسخف ما يجعلها تحظى بلقب سيّدة الأدب المبتذل بلا منازع، وقد قرأتها بغير طيب خاطر وهممتُ برميها لكنّني قبل ذلك تذكرت أن أسجّل حولها النقاط التالية:
الكاتبة الأمريكيّة دانيال ستيل (المولودة عام 1947) تكتب كل عشر دقائق رواية حتى صار في رصيدها أكثر من 83 عمل أدبي معظمها لا يصلح للقراءة، ولكن هذا العدد الكبير من الروايات الموقّعة بإسمها تجعلها من أشهر الكتّاب وأكثرهم إنتاجاً في العصر الحديث.
الكتّاب المُكثرين عادةً تصيبهم لوثة أدبيّة، وحالة من انعدام الدّافع الأدبي وصُرمةَ الأفكار فيكتبون أيّ شيء عن أيّ شيء لا لشيء إلا لأنّهم يكسبون لقمة عيشهم ممّا ينشرون فيقعون في الضحالة والتكرار كما يحصل مع دانيال ستيل وجديد كلاً من الكاتبين الكبيرين باولو كويلو وغيّوم ميسو فتخرج أعمالهم شديدة التفاوت والقيمة.
قد يقول قائلٌ إنّ دانيال ستيل باعت أكثر من نصف مليار نسخة من رواياتها وتُرجمت أعمالها إلى أكثر من 28 لغة، أردّ بالقول إنّ هذه الإحصائيات شبه وهميّة وهي لعبة مكشوفة من دور النّشر، ولو كان هذا صحيحاً لكان حساب دانيال ستيل الموثّق على تويتر بعشرات الملايين، ولكنّه بالكاد يصل إلى أدنى من ثلاثين ألف رغم نشاطها اليومي في التغريد والزقزقة، فأين هم هؤلاء المُعجبين والتي تدّعي دور النشر التي تنشر لها كتبها أنهم بالملايين !!!
تحكي روايتها “الملاك الحارس” قصة شاب يلقى حتفه في حادثٍ أليم، ثمّ يأتي طيفه ليزور أهله وخطيبته، بل ويقيم معهم في بيتهم يأكل ويشرب ويمارس الرياضة ويتبادل معهم الأحاديث والهدايا ويحاول أن يساعدهم في أعمالهم ومشاكلهم ويزوّدهم بالنُّصح والمشورة وهو يعيش في الوقت ذاته في العالم الآخر، يزيد الأمور سوءاً أنّه في آخر الحكاية يهدي أمّه علبةً صغيرة ويطلب منها ألا تفتحها حتى يغادر، وعندما يغادر وتفتحها تجد فيها اختباراً للحمل فتتعجّب، ثم ترى أن تستخدمه فإذا هي بالفعل حامل وفي بطنها حياةٌ جديدة !!!، دعكم من هذا السخف، صدرت الرواية عن الدار العربية للعلوم ناشرون في 174 صفحة من القطع المتوسط، وأنصح قبل الشروع بقراءتها بالإسترخاء التام ووضع حبّة تحت اللسان.
- الملاك الحارس
- دانيال ستيل
- الدار العربية للعلوم ناشرون